تتطور علوم الطب في الوقت الحاضر كباقي علوم الحياة بتسارع ملحوظ ... حيث يطالعنا العلماء والباحثون في كل يوم بجديد من اكتشافاتهم أو اختراعاتهم ... فالذي لم يكن ممكناً بالأمس أصبح حقيقة اليوم ... والذي كان صعباً بالأمس غدا سهلاً بل ومن روتين العمل المهني للطبيب . ففي عام 1978 تحدى العلماء مشكلة العقم عند المرأة من خلال إيجاد تقنية جديدة عرفت بطفل الأنبوب ... وفي عام 1997 جاءوا بتقنية أكثر إثارة ألا وهي الاستنساخ.
لكل حدث أو اختراع علمي جديد على الدوام الكثير من الإيجابيات والكثير من السلبيات في آن واحد ... بحيث يمكن أن يستثمر لخدمة الإنسان والإنسانية من جهة … أو على النقيض يمكن أن يستثمر سلبياً لأغراض تسيء للإنسان والإنسانية من جهة أخرى ... ومما لا شك فيه أنه لزاماً علينا أن نتعامل مع كل جديد مما تفرزه الحضارة الحديثة .
إن التعامل مع مستجدات العصر يجب أن يكون من الجانب الإنساني الذي يخدم الإنسان والإنسانية آخذين بعين الاعتبار المثل الأخلاقية الحميدة التي أقرتها جميع شرائع الأرض والسماء . لكن ما يجري على أرض الواقع لا يأخذ بعين الاعتبار المثل الفاضلة دوماً لهذا يسعى البعض لاستغلال الجانب السلبي وبالتالي الإساءة إلى المنجزات العلمية التي تسعى لحل مشاكل البشرية من خلال خلق مشاكل جديدة ، فإذا ما عدنا إلى نهاية السبعينات وبداية الثمانينات عندما تم تطوير تقنية طفل الأنبوب لحل مشكلة عدم قدرة بعض النساء على الحمل وذلك من خلال الإلقاح الخارجي للخلايا البيضية عند تلك النساء ومن ثم زرع البيوض الملقحة ( والمتقسمة ) في أرحام المتبرعات من النساء لإتمام فترة الحمل ... وما نشأ عن ذلك من مشكلة عرفت بمشكلة ( الأم البديل ) إذا ما قررت المرأة التي تحمل الجنين الاحتفاظ بالمولود ... نستطيع أن ندرك ما ينتظرنا من مشاكل كلما طالعنا جديد من اختراعات أو اكتشافات علمية .
بعد الإعلان عن نجاح تقنية الاستنساخ فوراً انهالت على العلماء طلبات كثيرة ومختلفة ومثيرة ... فهذه تريد مولودة أنثى نسخة طبق الأصل عنها ... وتلك تريد مولداً ذكراً نسخة طبق الأصل عن زوجها الراحل ... وآخرون يتحدثون عن إمكانية استنساخ بعض الرموز البشرية التي غيرت تاريخ الإنسانية سلباً كان أم إيجاباً كأن نستنسخ عالم الفيزياء الشهير إنشتاين أو ... أو ... الخ . وهنا لا بد من القول بأن ما ينتظرنا بعد نجاح عملية الاستنساخ الجيني يفوق كل الاختراعات العلمية السابقة بل هو أخطرها على الإطلاق ... ولا شيء يوقف هذا الخطر غير الوعي العام لما يمكن أن ينتج عن هذه التقنية من أضرار للبشرية إذا ما سمح باستخدامها بشكل سلبي يسيء لإنسانية الإنسان ... !
لفهم الآلية التي يتعامل بها علماء الخلية مع الخلية كوحدة مستقلة ... والكيفية التي تمكنوا من خلالها التدخل في بنية الخلية لانتزاع نواتها ومن ثم إدخال نواة لخلية أخرى ، لا بد من التعرف على البنية الكيميائية للغشاء السيتوبلازمي للخلية لذلك سنتعرض لتلك التركيب بشكل موجز.
أظهرت الدراسات التي أجريت على الغشاء السيتوبلازمي لمعرفة تركيبه أنه يتألف من نوعين أساسيين من الجزيئات الكبرية هي: جزيئات الدهن وجزيئات البروتين :
وهو غشاء رقيق يحيط بالخلية ويعزلها عن الخلايا الأخرى وعن البيئة المحيطة بها. تتراوح ثخانته بين 65 - 100 A ويتصف بخاصية النفوذية الانتقائية [Selective Permeability
تشكل جزيئات الدهن طبقة مزدوجة متواصلة وتمثل الهيكل الأساسي للغشاء كما في الشكل التالي:
توضع جزيئات الدهن في الغشاء السيتوبلازمي للخلية
يدخل في تركيب الطبقة الدهنية هذه ثلاثة أنواع من الدهون الأمفيباتية [size=12]Amphipathic ( أي أن لكل جزيء طرف محب للماء Hydrophobic وآخر كاره للماء Hydrophilic ) هي: الدهون الفوسفورية Phospholipidsوهي الأكثر انتشارا" والكولسترول Cholesterol وأخيرا" الدهون السكرية Glycolipids.
تتوضع جزيئات الكولسترول بين جزيئات الدهون الفوسفورية في الغشاء السيتوبلازمي :
تتألف جزيئات الدهون الفوسفورية من الجليسرول مرتبطا" مع حمضين دهنيين ومجموعة فوسفور التي ترتبط بدورها مع جزيء من مركب كحولي يحتوي على النتروجين عادة "مثل: السيرين serine والكولين choline والإثانول أمين ethanolamine
أما الدهون السكرية فهي متنوعة وتختلف من نوع من أنواع الكائنات الحية إلى نوع، كما تختلف من نسيج إلى نسيج في نفس النوع. تشتق الدهون السكرية من الجليسرول عند الجراثيم وفي الخلايا النباتية ، وغالبا" ما تشتق من السفنجوزين Sphingosine في الخلايا الحيوانية وتعرف باسم glycosphingolipids. أي كان مصدر الدهون السكرية فهي تحتوي في الطرف المحب للماء دائما" على جزيء سكر أو أكثر . بالإضافة إلى ذلك ينحصر وجود الدهون السكرية في الطبقة الخارجية فقط.
تتوضع جزيئات البروتين في الطبقة الدهنية المزدوجة بعدة أشكال : فمنها ما يتخلل الطبقة الدهنية المزدوجة وبعضها يرتبط بالطبقة الخارجية أو الداخلية فقط وبعضها الآخر يرتبط مع جزيئات بروتينية موجودة في الطبقة الدهنية:
تلعب الجزيئات البروتينية في الغشاء السيتوبلازمي دور الجزيئات الوظيفية إذ أنها تقوم بأغلب المهام الموكلة لهذا الغشاء، فمنها المستقبلات والأنزيمات والجزيئات الناقلة عبر الغشاء .
يوجد في الغشاء السيتوبلازمي للخلايا حقيقية النوى سكريات مرتبط مع جزيئات البروتين أو جزيئات الدهن المركبة للغشاء وذلك على شكل سلاسل متعددة السكريدات . وينحصر وجود هذه السكريات على الطبقة الخارجية فقط ، وفيما يلي مخطط لنسبة الدهون إلى البروتينات في الغشاء السيتوبلازمي :
تعريف الاستنساخ
الاستنساخ Cloning بصورة عامة يعني التنسيل ... أو بعبارة أخرى تكوين نسخة طبق الأصل تماماً . ويعني المصطلح بيولوجياً تكوين كائن حي مطابق تماماً لكائن حي آخر من الناحية الوراثية ... كتوأم البيضة الواحدة .
وعند الأخذ بعين الاعتبار طرق التوالد عند الحيوانات ... من الممكن تعريف الاستنساخ على أنه صورة من صور التكاثر اللاجنسي حيث لا يحدث فيه إخصاب بين خليتين جنسيتين كما هو الحال في التكاثر الجنسي . لهذا تشرع الخلية بالتقسم لتشكيل الجنين ومن ثم الفرد دون عملية الإلقاح .
أما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التركيب الجيني للكائن ونشاط الجينات لتكوين الفرد ... فإننا نخلص إلى تعريف الاستنساخ على أنه إمكانية إعادة جينات الخلية المتمايزة إلى الحالة الأصلية غير المتمايزة باستثناء الخلايا الدموية البيضاء المعروفة بالـ B & T Cells كما سنرى فيما بعد
لكل حدث أو اختراع علمي جديد على الدوام الكثير من الإيجابيات والكثير من السلبيات في آن واحد ... بحيث يمكن أن يستثمر لخدمة الإنسان والإنسانية من جهة … أو على النقيض يمكن أن يستثمر سلبياً لأغراض تسيء للإنسان والإنسانية من جهة أخرى ... ومما لا شك فيه أنه لزاماً علينا أن نتعامل مع كل جديد مما تفرزه الحضارة الحديثة .
إن التعامل مع مستجدات العصر يجب أن يكون من الجانب الإنساني الذي يخدم الإنسان والإنسانية آخذين بعين الاعتبار المثل الأخلاقية الحميدة التي أقرتها جميع شرائع الأرض والسماء . لكن ما يجري على أرض الواقع لا يأخذ بعين الاعتبار المثل الفاضلة دوماً لهذا يسعى البعض لاستغلال الجانب السلبي وبالتالي الإساءة إلى المنجزات العلمية التي تسعى لحل مشاكل البشرية من خلال خلق مشاكل جديدة ، فإذا ما عدنا إلى نهاية السبعينات وبداية الثمانينات عندما تم تطوير تقنية طفل الأنبوب لحل مشكلة عدم قدرة بعض النساء على الحمل وذلك من خلال الإلقاح الخارجي للخلايا البيضية عند تلك النساء ومن ثم زرع البيوض الملقحة ( والمتقسمة ) في أرحام المتبرعات من النساء لإتمام فترة الحمل ... وما نشأ عن ذلك من مشكلة عرفت بمشكلة ( الأم البديل ) إذا ما قررت المرأة التي تحمل الجنين الاحتفاظ بالمولود ... نستطيع أن ندرك ما ينتظرنا من مشاكل كلما طالعنا جديد من اختراعات أو اكتشافات علمية .
بعد الإعلان عن نجاح تقنية الاستنساخ فوراً انهالت على العلماء طلبات كثيرة ومختلفة ومثيرة ... فهذه تريد مولودة أنثى نسخة طبق الأصل عنها ... وتلك تريد مولداً ذكراً نسخة طبق الأصل عن زوجها الراحل ... وآخرون يتحدثون عن إمكانية استنساخ بعض الرموز البشرية التي غيرت تاريخ الإنسانية سلباً كان أم إيجاباً كأن نستنسخ عالم الفيزياء الشهير إنشتاين أو ... أو ... الخ . وهنا لا بد من القول بأن ما ينتظرنا بعد نجاح عملية الاستنساخ الجيني يفوق كل الاختراعات العلمية السابقة بل هو أخطرها على الإطلاق ... ولا شيء يوقف هذا الخطر غير الوعي العام لما يمكن أن ينتج عن هذه التقنية من أضرار للبشرية إذا ما سمح باستخدامها بشكل سلبي يسيء لإنسانية الإنسان ... !
لفهم الآلية التي يتعامل بها علماء الخلية مع الخلية كوحدة مستقلة ... والكيفية التي تمكنوا من خلالها التدخل في بنية الخلية لانتزاع نواتها ومن ثم إدخال نواة لخلية أخرى ، لا بد من التعرف على البنية الكيميائية للغشاء السيتوبلازمي للخلية لذلك سنتعرض لتلك التركيب بشكل موجز.
أظهرت الدراسات التي أجريت على الغشاء السيتوبلازمي لمعرفة تركيبه أنه يتألف من نوعين أساسيين من الجزيئات الكبرية هي: جزيئات الدهن وجزيئات البروتين :
وهو غشاء رقيق يحيط بالخلية ويعزلها عن الخلايا الأخرى وعن البيئة المحيطة بها. تتراوح ثخانته بين 65 - 100 A ويتصف بخاصية النفوذية الانتقائية [Selective Permeability
تشكل جزيئات الدهن طبقة مزدوجة متواصلة وتمثل الهيكل الأساسي للغشاء كما في الشكل التالي:
توضع جزيئات الدهن في الغشاء السيتوبلازمي للخلية
يدخل في تركيب الطبقة الدهنية هذه ثلاثة أنواع من الدهون الأمفيباتية [size=12]Amphipathic ( أي أن لكل جزيء طرف محب للماء Hydrophobic وآخر كاره للماء Hydrophilic ) هي: الدهون الفوسفورية Phospholipidsوهي الأكثر انتشارا" والكولسترول Cholesterol وأخيرا" الدهون السكرية Glycolipids.
تتوضع جزيئات الكولسترول بين جزيئات الدهون الفوسفورية في الغشاء السيتوبلازمي :
تتألف جزيئات الدهون الفوسفورية من الجليسرول مرتبطا" مع حمضين دهنيين ومجموعة فوسفور التي ترتبط بدورها مع جزيء من مركب كحولي يحتوي على النتروجين عادة "مثل: السيرين serine والكولين choline والإثانول أمين ethanolamine
أما الدهون السكرية فهي متنوعة وتختلف من نوع من أنواع الكائنات الحية إلى نوع، كما تختلف من نسيج إلى نسيج في نفس النوع. تشتق الدهون السكرية من الجليسرول عند الجراثيم وفي الخلايا النباتية ، وغالبا" ما تشتق من السفنجوزين Sphingosine في الخلايا الحيوانية وتعرف باسم glycosphingolipids. أي كان مصدر الدهون السكرية فهي تحتوي في الطرف المحب للماء دائما" على جزيء سكر أو أكثر . بالإضافة إلى ذلك ينحصر وجود الدهون السكرية في الطبقة الخارجية فقط.
تتوضع جزيئات البروتين في الطبقة الدهنية المزدوجة بعدة أشكال : فمنها ما يتخلل الطبقة الدهنية المزدوجة وبعضها يرتبط بالطبقة الخارجية أو الداخلية فقط وبعضها الآخر يرتبط مع جزيئات بروتينية موجودة في الطبقة الدهنية:
تلعب الجزيئات البروتينية في الغشاء السيتوبلازمي دور الجزيئات الوظيفية إذ أنها تقوم بأغلب المهام الموكلة لهذا الغشاء، فمنها المستقبلات والأنزيمات والجزيئات الناقلة عبر الغشاء .
يوجد في الغشاء السيتوبلازمي للخلايا حقيقية النوى سكريات مرتبط مع جزيئات البروتين أو جزيئات الدهن المركبة للغشاء وذلك على شكل سلاسل متعددة السكريدات . وينحصر وجود هذه السكريات على الطبقة الخارجية فقط ، وفيما يلي مخطط لنسبة الدهون إلى البروتينات في الغشاء السيتوبلازمي :
تعريف الاستنساخ
الاستنساخ Cloning بصورة عامة يعني التنسيل ... أو بعبارة أخرى تكوين نسخة طبق الأصل تماماً . ويعني المصطلح بيولوجياً تكوين كائن حي مطابق تماماً لكائن حي آخر من الناحية الوراثية ... كتوأم البيضة الواحدة .
وعند الأخذ بعين الاعتبار طرق التوالد عند الحيوانات ... من الممكن تعريف الاستنساخ على أنه صورة من صور التكاثر اللاجنسي حيث لا يحدث فيه إخصاب بين خليتين جنسيتين كما هو الحال في التكاثر الجنسي . لهذا تشرع الخلية بالتقسم لتشكيل الجنين ومن ثم الفرد دون عملية الإلقاح .
أما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التركيب الجيني للكائن ونشاط الجينات لتكوين الفرد ... فإننا نخلص إلى تعريف الاستنساخ على أنه إمكانية إعادة جينات الخلية المتمايزة إلى الحالة الأصلية غير المتمايزة باستثناء الخلايا الدموية البيضاء المعروفة بالـ B & T Cells كما سنرى فيما بعد
عدل سابقا من قبل The Prince في السبت 2 مايو 2009 - 22:31 عدل 2 مرات
الإثنين 4 مايو 2009 - 23:17 من طرف The Prince
» أفكار إيجابية ام سلبية ؟؟؟؟؟؟؟؟
الإثنين 4 مايو 2009 - 2:22 من طرف vip
» كيف يؤثر السكري على الناحية الجنسية
الإثنين 4 مايو 2009 - 1:57 من طرف vip
» من تختار ليمسح دمعتك ؟؟؟؟؟؟؟؟
الجمعة 1 مايو 2009 - 6:18 من طرف The Prince
» من روائع نزار قباني ........
الجمعة 1 مايو 2009 - 6:14 من طرف The Prince
» الوضوء وقاية من الأمراض الجلدية ........
الجمعة 1 مايو 2009 - 5:13 من طرف The Prince
» متابع الاشعة
الخميس 30 أبريل 2009 - 23:58 من طرف Mr-fire
» الصداع اسبابه اسهل الطرق لعلاجه ( علاج الصداع بالماء )
الخميس 30 أبريل 2009 - 21:12 من طرف The Prince
» هل الأعـشـاب آمنــــــــة ؟
الخميس 30 أبريل 2009 - 16:46 من طرف يحيى